نص اللقاء الذي أجرته جزيل خوري من المؤسسة اللبنانية للإرسال مع

 سمو الأمير كريم آغا خان  في فندق شهباء الشام

 

حلب 8 تشرين الثاني 2001 و أذيع في 16 كانون أول 2001.                     

ملاحظة: الكلمات بين قوسين( ) هي إضافة بهدف التصحيح لما ورد في ترجمة LBC

مقدمة:

في قاعة العرش في قلعة حلب وتحت رعاية السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد وبحضور السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور محمد مصطفى ميرو، وزع زعيم الطائفة الإسماعيلية الأمير كريم آغا خان مكافآت الدورة الثامنة لجائزة الآغا خان للعمارة والتي تعتبر الأكبر في هذا المجال والتي تبلغ قيمتها نصف مليون دولار وتوزع مرة كل ثلاثة أعوام وتوزع على تسعة مشاريع عمرانية.

الآغا خان الحالي هو الإمام التاسع والآربعين للطائفة الإسماعيلية وهو يتمتع بسلطتين زمنية ودينية. ولد في 13 ديسمبر عام 1936 وتخرّج من جامعة هارفرد دارساً التاريخ الإسلامي. والده الأمير علي. وبعد وفاة جده السير سلطان محمد شاه آغا. تولى الأمير كريم آغا خان الإمامة الإسماعيلية في 11 تموز 1957.

منذ ذلك التاريخ استطاع أن يوسع من نشاطاته لتشمل أبناء الطائفة الذين يبلغ عددهم 15 مليون نسمة موزعين على 25 دولة في العالم وخاصة أفغانستان وباكستان والهند وأوزبكستان وسورية حيث لهم تاريخ جذور تاريخية في هذه الدول.

 على مر التاريخ كان للإسماعيليين دور واسهامات كبيرة في تطور الحضارة الإسلامية وأسسوا في مصر أيام الفاطميين الأزهر وأكاديمية العلوم ودار العلم وهناك يشرف الآغا خان على مشروع حديقة الأزهر.

يعود الإسماعيليون في جذورهم إلى الإمام علي بن أبي طالب وهم ثاني أكبر طائفة شيعية في العالم واتبعوا اسماعيل الإبن الأكبر للإمام جعفر الصادق.

طوال تاريخهم ظل الإسماعيليون يعيشون في ظل إمام يتولى الإمامة بالوراثة. وهم يحملون جنسيات البلدان التي يعيشون فيها ويتحدثون لغات تلك البلدان وليس لهم وطن كأن العالم كله وطنهم.

 

بداية المقابلة:

جزيل: مساء الخير صاحب السمو يشرفنا أن تجري حديثاً مع المؤسسة اللبنانية للإرسال حيث جئنا إلى حلب لأنك الآن هنا، أنت حالياً في سورية لكن طبعاً بسبب وجود مناسبة خاصة وهي حفلة توزيع جوائز الهندسة، لكنك قلت في خطابك الذي أعجبني كثيراً والذي ذكرت فيه نقاطاً عدة سنتحدث عنها؛ قلت أنك تعتبر قلعة حلب ، لا أعرف إن كنت أترجم جيداً ما قلته، قلت أنك تعتبرها طريقاً شخصية لتحقيق مكانة في التاريخ و الإرث، ماذا تمثل شخصياً بالنسبة لك القلعة وسوريا بشكل عام؟

الآغا خان: في الواقع حاولت أن أشرح أنّ لدي تعلق عائلتي بسورية. بما أن عائلتي كانت طوال قرنين من أصل سوري ثم تعلق فكري إذا صح التعبير. لأن سورية تمثل الكثير من الأمور من الناحية الفلسفية على مستوى الفكر وتاريخ الإيمان وهي مهمة بالنسبة لي. كانت هذه مناسبة أو فرصة للقول لم تكن هذه الحفلة احتفالاً للمشاركين في مسابقة الهندسة فحسب، بل هي مناسبة فرح بالنسبة لي.

جزيل: كانت طريقة لتقول أنك تتمتع بالإرث نفسه ربما

الآغا خان: أنا أتمتع بالفعل بالإرث نفسه.

جزيل: بالضبط. صاحب السمو في خطابك الإفتتاحي لفتتني بعض النقاط الأخرى إذا سمحت.

الآغا خان: تفضلي.

جزيل:أعتقد أنها تشمل ما يحصل حالياً بين العالم الإسلامي والغرب. وقد تحدثت عن طريق الحرير لأنك تدعم مجموعة "السيلك رود" التي تريط آسيا بـ الشرق الأوسط. إذا بالنسبة لك من أين يمر بالتحديد طريق الحرير؟

الآغا خان: اسمعي، كانت هناك طرق عدة طبعاً. وهي في الواقع صلة بشكلها الأقوى. كانت تربط الصين بأوربا الغربية إنه إذاً ممر بشري، حضاري، دبلوماسي، دولي, يربط كل هذه البلدان من خلال الجوار، من خلال ديموغرافيا حدودية مشتركة إنه إذا شيئ مميز جداً.

جزيل: نعم لكن في الوقت الحاضر إذا أردنا التحدث جغرافياً فإن طريق الحرير هي طريق تهتم بها مجموعة من المتطرفين المسلمين ما ندعوه طريق الحرير.

الآغا خان: كلا كلا جزء منها فقط، لكن ليس كل طريق الحرير، جزء منها بالفعل يمر عبر دول حيث توجد توترات داخلية، ودول حيث توجد الحرب للأسف. لابد من قول ذلك.

جزيل: نعم هل تعتقد أن هذا يعيق بعض الشيئ ما يحصل بين آسيا والشرق الأوسط؟

الآغا خان: طبعاً.

جزيل: وهذا أحد الأسباب الرئيسية لهذا التجميد.

الآغا خان: طبعاً. وقد قات ليس في خطابي بل في تعليقات أخرى على الوضع، قلت وحاولت أن أشرح أنّ الظاهرة التي نشهدها مثلاً في أفغانستان لايمكن أن نعكسها وكأنها ناجمة عن جوهر الإسلام عينه، هذا ليس صحيحاً، الأمر أشبه أن أقول لك مثلاً أو أن أقول للعالم المسيحي هل محكمة التفتيش الدينية تمثل المسيحية؟ لا يمكن إذاً اتخاذ المواقف الفردية المحددة دقيقة في الوقت، في التاريخ وفي الجغرافيا والقول يأن كل هذا يمثل مجموع أكثر من مليار مسلم. لكن للأسف يتم التعريف عن الوضع وكأن هذه هي الحال. وفي خطابي وحفل تقديم جوائز الهندسة في جملة أخرى، أنا أحاول على العكس أن أبرهن أن العالم الإسلامي تعددي، وهو كذلك منذ قرون.

جزيل: نعم. هل تجد حالياً أن العالم الإسلامي تعددي؟. على أية حال لقد تحدّثت عن مكان للتعددية في العالم الإسلامي، نعم الشرعية، تحدّثت عن شرعية التعددية، هل تجد أنه موجود؟

الآغا خان: نعم تاريخياً إنه موجود.

جزيل: وحالياً؟

الآغا خان: حتى اليوم، أعتقد أننا نجد صعوبة أحياناً في دفع جمهور عالمي لأن يتصور ما هو الإسلامي. لا يجب أن نخلط ما بين جنوب الصحراء الكبرى مع آسيا الوسطى. لا يجب أن نخلط بين آسيا الوسطى ودول آسيا مثل ماليزيا وأندونيسيا، إنها شعوب مختلفة، تملك تاريخاً مختلفاً وقد ارتدت (دخلت) إلى الإسلام في حقبات مختلفة وقد تطوّرت منذ تلك الحقبة وتتمتع يلغات مختلفة وتفسيرات مختلفة، المشكلة الكبرى ما هي؟ إنها معرفة ما إذا كان هذا التنوع يشكل قوة أو ضعف، وما أقوله هو أن العالم الإسلامي لأنني أقول ما أتمناه هو أن العالم الإسلامي ينظر إلى هذا الوضع على أنه يشكل فرصة رائعة، ليس أن التنوع يضعفنا، هذه هي مشكلة الإيمان.

جزيل: لكن هل يوجد مكان لباقي الديانات في العالم الإسلامي؟

الآغا خان: طبعاً. الإسلام هو ديانة تعترف بالتفسيرات الوحدانية السابقة اليهودية والمسيحية، أهل الكتاب، إنه كتاب. لا يوجد إذاً لدي أي شك.

جزيل: حسناً تحدثت عن التعددية تحدثثت عن طريق الحرير تحدثت أيضاً عن الغرب والعالم الإسلامي، لديك تعبير أعتبره رائعاً فأنت تقول ثمة طبعاً بعض الإختلافات لكن سطحية، بأي حال لاشيئ عميق جداً قد يمنع التفاهم والإحترام المتبادل لكن كما تعلم أنت تتحدث عن إرث ابراهيم ومبادئه الخلقية، ألا تظن أن تصادماً قد حصل بين الغرب والعالم الإسلامي؟

الآغا خان: كلا.

جزيل: ما حصل في الحادي عشر من أيلول وبعده، ألم يكن نوعاً من سوء التفاهم التاريخي؟.

الآغا خان: أعتقد أننا لا نستطيع أن ننسب أحداث 11 أيلول تفسيراً يقول إن إيمان الإسلام أو حضارات الإسلام؛ وهي متعددة كما يوجد العديد من الحضارات المسيحي؛ لايمكن أن يحدّثني أحد عن صراع الحضارات، ينبغي أولاً أن نضع الحضارات بصيغة الجمع. إذا ً يجب أن يكون هناك نزاع بين حضارات مختلفة، تطورت خلال التاريخ وليست هي الحال، لايمكن أن نقدم هذا اليوم كنتيجة مئات ومئات  السنوات حيث يزعم أننا دخلنا في صراع. ما أقوله إن أساس التفاهم يمكن أن يتشكل من خلال القبول المبادئ الخلقية التي هي مشتركة لدى ديانات ابراهيم. الأشكال مختلفة، المبادئ الأخلاقية، المبادئ التي تعيش بموجبها المجتمعات البشرية، الموقف تجاه الفقراء، الموقف تجاه المنبوذين، الموقف أو قلق مجتمع يسيطر عليه الوجه الشرير للمجتمع. كل هذه الأمور نجدها في كل مكان، نجدها في المجتمعات المسيحية، في الحضارات المسيحية الماضية والحاضرة، والأمر سيان في العالم الإسلامي. إذاً عندما يقول لي أحد إن هذا يمثل يشكل بسيط نزاعاً: لا.

جزيل: لا. إذا سمحت سنعود للحديث عن كل هذا بعد قليل. يجب أن نتوقف لحظات للإعلان. ونعود للتحدث عن الإسماعيليين و آغا خان. ثم سنعود للحديث عن الإسلام والتحدي الحديث.

 

 

إعلانات----------------------

 

جزيل: عندما نقول الإمام مبدئياً نتخيل رجلاً ملتحياً رفع عمامة على رأسه و..... هل الإمام لدى الإسماعيليين يتمتع بميزة مدنية؟

الآغا خان: كلا. أعتقد أن لدينا مبتغى بالحصول على وظيفة متوازنة، أعتقد أن لدى الإسلام إن فكرة الإمام توحي أيضاً بالمسؤولية الإجتماعية تجاه الذين يخضعون لمسؤوليته. وفي حال الإسماعيليين لدي مسؤولية أخلاقية، وبقدر ما أستطيع استخدامها بشكل فعال ومادي لتأمين نوعية الحياة لأن أفراد المجتمع الإسماعيلي إذاً إذا شئت ليس عليّ فقط على المستوى الديني أن أتدخل وأعمل بل على المستوى الأخلاقيات (الأخلاقي). كيف يمكن لأخلاقية الدين والإيمان أن تترجم في الحياة اليومية.

جزيل: ثمة دور ديني محدد للرئيس الأعلى؟

الآغا خان: طبعاً، طبعاً ثمة الكثير من التفكير العميق الذي يتم حول موضوع التاريخ والتفسيرات، لابد من أن نفهم أيضاً أن المجتمع ذا انتشار دولي، وعلى مر التاريخ، هذا المجتمع بحد ذاته كان تعددياً، وهو إلى حد ما يعكس تعددية الإسلام

جزيل: أنت مثلاً

الآغا خان: ( يضحك الإمام)

جزيل: أنت مواطن عالمي إذا جاز التعبير

الآغا خان: أنا مسلم

جزيل: هل لديك هوية أخرى

الآغا خان: كلا ولا واحدة

جزيل: البتة؟

الآغا خان: ولا واحدة

جزيل: أليس لديك أي تعلق ببلدك- الأم مثلاً؟

الآغا خان: تقولين لي بلدك- الأم، لن أعرف كيف أحددها لك، بما أنني ولدت في سويسرا لدي والدان من العالم الإسلامي والعالم المسيحي. بدأت دراستي الأولية في أفريقيا ثم في سويسرا ثم في الولايات المتحدة الأمريكية، سافرت كل حياتي، والخط الرئيسي الوحيد الموجود في حياتي الخاصة الغالبة الوحيدة هو الدين الذي تربيت عليه.

جزيل: كيف يمكن لإنسان أن يعيش هذه الحالة؟ أي لا تكون له أرض أو جغرافيا محددة.

الآغا خان: على العكس أنا أكثر حرية على هذا الشكل ( يضحك الإمام هنا)

جزيل: نعم بالطبع( تضحك جيزال)

الآغا خان: هذا يمنحني حرية أكبر

جزيل: ألا يدفعك الفضول في الرغبة في (إلى) رؤية قرية أجدادك في الهند وباكستان؟

الآغا خان: أريد أن أرى كل القرى حيث يجب أن أذهب لرؤية ماذا يحصل، والجذور التي تربطني ليست متجذرة في موقع محدد، إنها موجودة في مهمة أو وظيفة

جزيل: ما هي هذه المهام؟ أو الوظائف؟ ألديك مجلس من الإسماعيليين من كل مكان، وكل واحد منهم يملك مواصفة من بلاده. كيف يتم ذلك؟

الآغا خان: اسمعي هذا. هذا الأمر تطوّر خلال الوقت طبعاً لأنه بين ما صنعه جدي من قبلي وما قمت به مذاك الوقت حصل الكثير من التغير. لكن في الإجمال لدينا هيكلية للمجتمع الإسماعيلين، وحيث يوجد تجمع للإسماعيليين في منطقة أو بلد ثمة مجلس وطني أو إقليمي وهذا المجلس يملك مسؤولية مدنية لمعرفة كيف يتطوّر المجتمع... إلخ. وهذه الهيكليات خاضعة لإدارة بنية، وهي بنية عالمية، هذه البنية العالمية تتبع قوانين معينة، قوانين وشروط يتم تحديدها وفق البلاد التي تعيش فيها هذه المجموعة الإسماعيلية، يمكن للمجتمع الإسماعيلي أن يعيش في بلد عريق ذات غالبية هندوسية، يمكنه أن يعيش في بلاد حيث الدين الوطني هو الإسلام، يمكنه أن يعيش في بلاد حيث الدين الوطني هو المسيحية. لقد سعيت إذا للتوفيق بين كل وسائل السلطة التي تمتلكها المجموعة والوضع الذي تعيش فيه، وهذا يشكل نوعاً ما جزئاً من فكرة التعددية في ظل تفسير شامل لما ينبغي أن تكون عليه البنية التي تملكها. هذا فيما يتعلق بالمجتمع ثم بشكل منفصل عن هذا المجتمع، لكن بشكل فاعل في المجتمع، ثمة شبكة الآغا خان للتنمية، وهي مؤسسات مدنية تساهم وتتدخل بمجالات عدة من ضروريات الحياة سواء للإسماعيليين أو غيرهم من الناس.

جزيل: نعم لكن ما هدف هذه المنظمات؟ على كل حال، سنشاهد هذا في إطار بعض التحقيقات كي لا نتحدث عنها كثيراً. شكراً، هل هناك هدف محدد؟ هل توجد مهمة محددة؟ تستمد جذورها من الدين.

الآغا خان: نعم طبعاً. إنه مجتمع مبني حول تفسير للإسلام خاص به، هذا التفسير تطوّر خلال الوقت وعلى مر الزمن،كما تتطور جغرافياً أيضاً. لأن وهذا برأيي حقيقة، كل الديانات تتطور من خلال التواصل واحتكاك الدول والشعوب الموجودة فيها، لكنها فكرة الأخوة اللشاملة النابع من تفسير الإسلام نفسه.

جزيل: نعم لكن هل مشاريعك مخصصة بشكل خاص للمجتمعات الإسماعيلية أكثر من غيرها، أو في مناطق ذات غالبية إسلامية أو....

الآغا خان: كلا أنت محقة تماماً وسأشرح لك. ثمة أولويات. الأولوية هي للمناطق المعرّضة للخطر. هي تلك المناطق من العالم حيث يواجه الناس الجوع أو حيث مستوى الحياة متدن جداً ما دون المعدل المقبول، وفي هذه الحالة يتم التعريف عن هذه المناطق وأنا أتدخل فيها، حسناً، في هذه المناطق ثمةإسماعيليين وغير الإسماعيليين لكن المساعدة تقدم لمجموع السكان دون التمييز فيما بينهم.

جزيل: دون التمييز؟

الآغا خان: البتة، على العكس نحن نفسر مسؤولياتنا المعنوية والأخلاقية كواجب يفرض علينا الإهتمام بالشعوب كافة الموجودة في مناطق النزاع. كما توجد حالات حيث مؤسسات ذات غالبية غير اسماعيلية.

جزيل: ماذا يعني هذا؟

الآغا خان: ثمة مدارس، مئات المدارس في العالم والتي نتولى إدارتها حيث يوجد عدد أكبر من غير الإسماعيليين مما يوجد من الإسماعيليين. في أنظمتنا الصحية ومستشفياتنا ثمة أكثرية كبيرة من المرضى غير الإسماعيليين اللذين يأتون للإستشفاء عندنا.

جزيل: صاحب السمو. أنت تفعل كل ذلك بدافع الإحسان فقط، لإرضاء الرب؟. ما هي العقيدة التي ترتكز عليها؟ هل هي مستمدة من الدين؟. أم أن عائلة الآغا خان تعتمد فلسفة خاصة؟

الآغا خان: إنها تنطلق من مبدأ. إنه ينبغي علي التدخل للمساعدة حيث نوعية الحياة ليست مقبولة، سواء كان ذلك في شمال غرب باكستان، سواء كان ذلك في موزمبيق، سواء كان ذلك في أفغانستان أو في طجكستان. ينبغي أن يتم التدخل حيث يوجد طلب وحاجة كبيرين. حسناً كما  تعلمين على مدى العقود ومنذ وفاة جدي الأمور تبدّلت كثيراً. لنأخذ مثلاً أوغندا، أوغندا في ظل عيدي أمين عرفت كارثة وطنية وتوسعت دائرتها لتصبح كارثة إقليمية، لأنها خلقت اضطرابات خطيرة جداً بالنسبة إلى كل أنحاء أفريقيا الشرقية، المهاجرون غادروا مسلمين وغير مسلمين، وطنيين وغير وطنيين وقد قضي الأمر. حسناً بعد 15 إلى 20 عاماً تغيّر النظام، رئيس جديد تسلّم السلطة. ماذا فعل؟ اتصل بي فوراً وقال لي عد لمساعدتي على إعادة بناء بلادي. إذاً الوقت يؤدي إلى تغيير الظروف. إنها ليست نفسها. إذاً المؤسسةالتي أمثّلها أو الإمامة يجب أن تنتظم بموجب الحاجات. يجب أن تتجاوز هذا، يجب حتى (أن) تستبق الظروف ، يجب أن تكون قادرة على القول بأن هذه المنطقة معرّضة للخطر اجتماعياً، اقتصادياً، سياسياً أو مهما يكن. وإن بعض المناطق مستقرّة، إنها مناطق تعيش فيها الشعوب في ظروف مقبولة، هذا قليلاً

جزيل: أهذا منفصل عن المجتمع؟ أعني هل كل هذا هو تحت رعاية المجتمع الإسماعيلي، أو أنها مؤسسة آغا خان؟

الآغا خان: لا. لا

جزيل: ألا يوجد فروق؟

الآغا خان: كلا.لن أقول ذلك بل أقول: اذا أخذت مثلا،" طاجكستان"، "طاجكستان" عاش في حرب مدنية انتهت منذ بعض الوقت. في" طاجكستان" ثمة جزء من الشعب ذات كثافة اسماعيلية و جزء آخر ذات كثافة غير اسماعيلية عالية، حسناً، مجموع هذا الجزء ، يمثل شعبا معرضا للخطر. لأنه يعيش في ظروف فقر اقتصادية مريعة لصالح من أتدخل هنا؟. أنا أتدخل لصالح كل هذا الشعب.

 جزيل: و من يقوم بتمويل كل هذه المساعدات؟.

 الآغا خان: "الإمامة" إضافة الى كل المتعاونين معنا . لدينا العديد من الشركاء في برامجنا . لن نتمكن أبدا أن نكون فعالين في كل المجالات التي نرغب التأثير فيها بواسطة مواردنا  الخاصة فقط لن يكون ذلك ممكنا.

جزيل: سأطرح عليك سؤالاً أعتقد أن مئات الصحفيين قد طرحوه عليك . لماذا ورثت جدك (آغا خان ) الثالث وليس والدك الذي كان لا يزال حي‍ّا ؟.

الآغا خان: لا أستطيع أن أجيبك سوى ما قاله جدي، كان إماماً طوال 72 عاماً من حياته. إذاً في الثامنة من العمر كان إمام الإسماعيليين وحتى الـ 80 من العمر.

جزيل: هل من الممكن في الـ 8 من العمر أن يصبح المرء الزعيم الأعلى لمجموعة ما؟.

الآغا خان: نعم هذا ممكن .

جزيل: كيف يحصل ذلك ؟ ألا يوجد مجلس أو وصي .

الآغا خان: حسناً طبعاً طبعاً. في كل الهيكليات سواء دينية أو أخرى ( غيرها) ثمة بنية. توفي جدي بعد 72 عاما من الإمامة وقد ترك في وصيته شرحاً، وقال: العالم يتغير، والعالم يتغير بسرعة كبيرة جداً ولا بد أن يخلفني شخص أكثر شباباً مني، لأن هذا الشخص سيحظى كما آمل، بإمكانية التفاعل مع هذا العالم الذي يتغير بنظرة جديدة، وهذا ما حصل لأنه كان في الثمانين من العمر عندما توفي وكنت في العشرين من العمر. كنت طالباً جامعياً

جزيل: و كيف تقبل والدك الأمر؟.

الآغا خان: لقد تمتع بدقة وولاء مميزين . مميزان جداً.

جزيل: وهل عينت خلفاً لك منذ الآن؟.

الآغا خان: نعم

جزيل: كيف يتم ذلك ؟. هل تكتبون ذلك في الوصية أو ما شابه؟

الآغا خان: الامام يعين خلفه و هو حر في اختياره حتى اليوم الأخير من حياته.

جزيل: و لا أحد يعرف الخلف مبدئياً؟ .

الآغا خان: أنا لا أتحدث عنه.

جزيل: ولم غادر جدك موطنه الأصلي ؟.

الآغا خان: لأنه كما أعتقد عاش في فترة خشي أن يتسبب فيها الركود في دول العالم الثالث بإعاقة ما كان يعتزم القيام به من أجل مجتمعه وقد أخذ القرار بأن يقول: إن كنت سأخدم مجتمعي فأنا مضطر لأن أذهب للبحث عن مهارات العالم الحديث من أجل نقلها الى مجتمعي وهذا ما فعله فعلاً.

جزيل: على كل حال, العديد من أفراد مجتمعه غادروا البلاد ولحقوا به الى "أفريقيا" كما أعتقد.

الآغا خان: كلا, انتظري أنت تتحدثين عن جدي, جدي غادر البلاد الهندية من أجل الاستقرار في "أوربا" 

جزيل: والأسماعيليون أيضاً ؟.

الآغا خان: كلا الإسماعيليون بقوا في العديد من البلدان التي كانوا فيها. عندما توفي جدي كان هناك حوالي 100 اسماعيلي في انكلترا.

جزيل: لماذا يقال أن الإسماعيليين من كبار رجال الأعمال في العالم ؟.

الآغا خان: أعتقد أن الفكرة قد تكون  نابعة من الإسماعيليين اللذين "كانوا" الأكثر شهرة. وأقول "كانوا". وما بين الستينات والسبعينات تطور المجتمع كثيراً . أولا:ً ثمة نسبة كبيرة من المجتمع يعيش في المناطق الريفية وليسوا متمدنين أبداً. ثانياً: ثمة جيل أو أجيال عدة جديدة من المحترفين من الناس (النساء) والرجال، والذين يتمتعون بثقافة حديثة ويجيدون لغتين أو3 لغات. ويقومون بنشاطات مهنية سواء في الغرب أو في بلادنا نفسها. اذا شئت فان فكرة مجتمع الأعمال لم يعد يتناسب أبدا مع الحقيقة.

جزيل: ولم يخيل إلينا، وهذا شيء جيد أنها ميزة حسنة أن الإسماعيليين أشخاص عصريون. عصريون من حيث النظرة الغربية للأمور؟

الآغا خان: أعتقد أن هذا يعود بنا الى السؤال نفسه اللذي ناقشناه منذ قليل. عودي قليلاً الى الوراء. الغربيون: كيف تعلموا ما كانت عليه الحضارة والفلسفة اليونانية؟ كيف تعلموها؟. ذهبوا يبحثون لدى الفلاسفة والعلماء وعلماء اللاهوت, ذهبوا يبحثون لدى أهل الفكر المسلمين في تلك الفترة عن الترجمات التي اختفت في حالتها الطبيعية. وكان العالم الإسلامي. عالم الوصل أو صلة الوصل. كيف يتعرف الغرب على تاريخه الخاص. أما اليوم , فماذا يحدث؟ أنا أقول بأي حال أن العالم الأسلامي. وبشكل خاص المجتمع الاسماعيلي، لا يجب أن نعيش خارج حقائق عالمنا يجب على العكس أن نستوعبها وأن نجعلها تعمل لصالحنا والإستفادة منها، و إن كانت هناك ثمة أنظمة منظمات المجتمع البشري اليوم تعمل بشكل جيد أو بأي حال أفضل من غيرها. سنكون نوعاً ما قليلي الذكاء كي لا نقول أكثر إن لم نحاول معرفة ما الذي نستطيع تعلمه، ماذا نستطيع أن ندمج ماذا نستطيع أن نغير لأننا لسنا في حاجة لأخذ كل شيء. يجب أن نأخذ فقط ما نحتاجه وهنا تبدو لي هذه العلاقة مع الغرب مهمة فالإنسان لا يضيع هويته ولا يضيع دينه.

 جزيل: لأنك لست ذائباً ومنغمساً كلياً في المجتمعات التي تعيش بها؟

 الآغا خان: بالطبع لا, الأكثرية الكبيرة للمجتمع ليست في الغرب . ولغتها الأساسية ليست لغة غربية لقد جعلنا الإنكليزية لغتنا الثانية، لأنه ما بين الستينات والسبعينات كان لا بد من الحصول على سياسة لغة، إن لم تتمتع المجموعة بسياسة لغة كانت تنفصل عن إمكانية التطور وكانت اللغة الإنكليزية اللغة التي اخترناها. إذاً اليوم المجتمع الاسماعيلي يتكلم اللغة الفارسية والعربية واللغة السواحلية واللغة الإنكليزية والفرنسية والبرتغالية وغيرها من اللغات كما أن هناك لغة بدأت تصبح أكثر فأكثر انتشاراً؛ وهي اللغة الثانية للأكثرية الشاملة وهي اللغة الإنكليزية (التي) بدأت تصبح أكثر انتشاراً .

 جزيل: خلال تأملاتك هل فكرت يوماً لو أن جدك لم يغادر الهند, كيف كان ليكون وجه الإسماعيليين في العالم ؟

الآغا خان: لو لم يغادر الهند؟؟

 جزيل: نعم

الآغا خان: لا أستطيع سوى أن أتحزر ( يضحك الإمام) لكن أعتقد ان المجتمع وليس المجتمع الاسماعيلي فحسب بل لكن الذي يدير الظهر للحضارات المتوازية, لكن غير المتشابهة بالضرورة بل هي قوية بناءة وفعالة والتي ابتكرت مؤسسات تتجدد؛ أعتقد أن هذا ليس تصرفا في مصلحة الشعوب المعنية.

جزيل: نعم

الآغا خان: أنا لا أخجل بأي شكل شخصياُ, لا أخجل بأي شكل من الأشكال من القول بأنني لو اضطررت اليوم لأن أسلك الطريق نفسه الذي سلكه المسيحيون خلال تاريخهم للتعلم من العالم الإسلامي حسناً, و إن يكن ؟ ماالضير في ذلك ؟

جزيل: من الناحية الإجتماعية لديكم أيضا بعض الأختلافات مع المجتمعات الإسلامية الأخرى فتعدد الزوجات مثلاً شيء ممنوع لدى الإسيماعيليين, ومتى تمّ إقرار هذا القانون ؟

الآغا خان: جدي هو الذي اتخذ هذا القرار وقد حافظت عليه, قد لا تكون كلمة "ممنوعة" الكلمة المناسبة، نحن نعتبر أنه سلوك أو عادة ينبغي الامتناع عنها (اجتنابها) لكنها ليست ممنوعة. هل تفهمين ؟

جزيل: نعم

الآغا خان: كل عائلة تقرر في نهاية الأمر ما تريد أو لا تريد القيام به، وهذا ما يحصل لكن أعتقد أنه من أجل مستقبل المجتمع فإن مفهوم انشاء عائلة واحدة في العالم الحديث، لا أتحدث عن الماضي أعتقد أنها بنية اجتماعية جيدة. اليوم , ليس هذا ما يثير قلقي, ما يثير قلقي هو فكرة العائلة الواحدة التي تتفكك.

جزيل: نعم

الآغا خان: لقد تخطينا مسألة تعدد الزوجات اليوم نحن اليوم في مواجهة جزء من عالمنا يقبل على أن يولد الأولاد خارج إطار العائلة أو الزواج.

جزيل: هل هذا سبب وجود نوعين من الزواج في مجتمعكم؟ الزواج المدني والزواج الديني.

الآغا خان: لا، لا، إنه مجرّد شكل لكن الزواج في الواقع ليس سرّاً مقدّساً في الإسلام.

جزيل: نعم

الآغا خان: إنها علاقة تعاقدية في الواقع بين رجل و امرأة.

جزيل: ربما تفعلون ذلك لإنكم في أوربة

الآغا خان: كلا، بل لأنه أصيح تقليداً حتى في المجتمعات الإسلامية غير الإسماعيلية، أن نطلب البركة في الزواج وما إلى ذلك.

جزيل: صاحب السمو، زوجتك، هل تحصل رأساً على لقب بيجوم أم أنك سميتها بنفسك؟

الآغا خان: كلا، إنها تحصل مباشرة على اللقب، إنه لقب شرفي إذا شئت، يعطي للمرأة التي تحصل على منصب رفيع.

جزيل: هل هي تضع الحجاب؟

الآغا خان: كلا، لا تضع الحجاب، لا

جزيل: سنتوقف لحظات مع الإعلان نعود بعدها للتحدث عن مواضيع أخرى.

 

ريبورتاج حول مؤسسة الآغا خان للتنمية:

 

شبكة الآغا خان للتنمية، هي مجموعة من الوكالات التي تعمل على تحسين ظروف المعيشة في بعض أقاليم العالم النامي، ولمنظمات الشبكة اختصاصات تتراوح من ميادين الصحة والتعليم إلى فن العمارة والتنمية الريفية وتعزيز مشاريع القطاع الخاص. وهي تتعاون من أجل بناء مؤسسات وبرامج يمكنها أن تستجيب لتحديات التغير الإجتماعي والإقتصادي والثقافي على أساس مستمر. ومن الطبيعي أن تجد هذه المشاريع مكاناً لها في مناطق إقامة الإسماعيليين من دون أن تكون مخصصة لهم. وقد توسع نشاط هذه الشبكة بشكل واضح على عهد الإمام الحالي الإمير كريم آغا خان وهي تعمل إلى جانب الحكومات المعنية ومن خلال مشاركة السكان المحليين على المستويات كافة. ويساند الشبكة في عملها شراكات مع منظمات أخرى.

ويعمل الإنتشار الجغرافي والتنوع الثقافي للطائفة الإسماعيلية بناءٍ قويٍّ لها، وقد خلق وجودها في أمريكا الشمالية وأوربة فضلاً عن أفريقية وآسيا جسراً فريداً بين العالمين المتقدم والنامي، يشكل أحد أهم عناصر قوتها.

بلغ متوسط ما أنفقته الشبكة في السنوات الأخيرة نحو 140 مليون دولار أمريكي سنوياً على الأنشطة التي لا تسعى لتحقيق الربح. ويتم الحصول على الأموال وغيرها من المخصصات الموجّهة لدعم الشبكة بعدّة طرق بما في ذلك أموال الوقف ورسوم الإستخدام والمنح ويتم توفير الأموال من الإمامة والطائفة الإسماعيلية فضلاً عن الوكالات المانحة الدولية والمحلية ويتم تمويل الاستثمارات في أنشطة التنمية عن طريق الإمامة بالإضافة إلى الشركاء في القطاعين الخاص والعام.

 

إعلانات----------------------

 

 

جزيل: صاحب السمو، هل أنت تهتم لأمر السياسة بشكل عام؟

الآغا خان: أنا لست رجلاً سياسياً، كلا، غير أن السياسة تؤثر على كل الدول التي تعيش فيها المجموعة الإسماعيلية، وتؤثر على المنظمات الدولية كما تؤثر على الأولويات التي تضعها الدول الغربية والدول النامية. الجواب هو إذاً بطريق تماسية نعم. لكن ليس  مباشرة.

جزيل: أنا أقصد هل تأخذ مواقف سياسية؟ إذا أردنا التحدّث بشكل محدود عن الشرق الأوسط ألديك مواقف واضحة بشأن النزاع الإسرائيلي- العربي، بشأن القدس؟

الآغا خان: فهمت نعم. كلا ليس شيئاً مألوفاً في حياتي لأنني لست متورّطاً فيها بل أنا أكثر تورّطا في أفغانستان، لأن هناك مجتمعاً اسماعيلياً يعيش فيها  وفي كل الدول المجاورة. فيما خص الوضع في الشرق الأوسط

جزيل: ألا يوجد اسماعيليون في فلسطين؟

الآغا خان: لا

جزيل: لا البتة؟

الآغا خان: لا. كنت طالباً في التاريخ، قرأت عن اتفاق بلفور، قرأت عن اتفاقية سايكس-بيكو عندما كنت طالباً. وكانوا قد أعلنوه عالمياً ونشروه للتو، إذاً إذا أردت أن أعرف التاريخ وهو رهيب، إنه رهيب، نحن نملك إرثاً تاريخياً مريعاً لابد من حله. ينبغي حله، وأعتقد أن هذا الوضع في الشرق الأوسط يعكس مشكلة جذرية أساسية فعندما نترك وضعاً يتدهور طوال عقود وعقود فهو في النهاية يصبح مشكلة شاملة. وينبغي الآن أن نجد حلاً، هذه المشكلة استمرّت مدّة طويلة جداً، طويلة جداً.

جزيل: ما هو الحل برأيك؟ هل لديك فكرة محددة للسلام؟ كيف ترى السلام؟ القدس، هل تمثل بالنسبة إليك مدينة مميزة للإسلام مثلاً؟

الآغا خان: طبعاً، لايمكن أن يكون الأمر غير ذلك. أن أقول لك أن لدي رؤية محددة للوضع القانوني لمدينة القدس، كلا ليست لدي رؤية محددة. قد تسألينني السؤال نفسه بالنسبة لأفغانستان، ألدي رؤية لما يجب أن تكون عليه أفغانستان في المرحلة المقبلة؟ سأقول لك نعم.

جزيل: نعم

الآغا خان: أتفهمين ما أعنيه لأنني مرتبط ومتورّط بشكل مباشر

جزيل: لكن ليس في الشرق الأوسط؟

الآغا خان: ليس مباشرة.

جزيل: رغم وجود المجتمع الإسماعيلي في سوريا؟

الآغا خان: في سوريا، نعم، لكننا مرتبطون من خلال الموقف السوري، لأن كل مجموعة تشكل جزئاً من الهيئة الوطنية. أتفهمين قصدي؟

جزيل: نعم. سنتحدث اذاً عن "أفغانستان"  لكن قبل ذلك كيف تفسر الجهاد مبدئياً ؟

الآغا خان: كيف تنظرين الى الجهاد ؟

جزيل: نعم

الآغا خان: ما هو التحديد (التعريف) الذين (الذي) تريدين اعطاءه للجهاد؟

جزيل: الحرب المقدسة ما سمي بالحرب المقدسة منذ التاريخ والتفسير الحالي طبعاً.

الآغا خان: أعتقد أولا أن ثمة تفسيرات حالية عدة , لا أعتقد أنه توجد في العالم الأسلامي تسمية واحدة موحدة للجهاد، الكلمة بالنسبة لي تستعمل مرارا عدة, وفي مجالات عدة, لكن الجهاد قبل كل شيء هو نظام شخصي, في البداية إنه بحث عن تحسين الذات أي أنه جهد شخصي في الحياة وهذا أحد التفسيرات, التحديد (التعريف) الآخر, هو, الحرب ضد غير المؤمنين لكن لا بد أيضا من تحديد من هم غير المؤمنين

جزيل: نعم

الآغا خان: هذا تحديد(تعريف)  آخر. التحديد (التعريف) الثالث هو الحرب ضد الذين يهاجمون المجتمع الاسلامي الذي يجعل المجتمع الإسلامي ضحية له. وهذا تفسير آخر. إذا أردت. إذاً فيما يتعلق بمفهوم الجهاد أعتقد أنه لابد أن ننتبه كثيراً لئلا نعطي هذه الكلمة تفسيراً واحداً. هذه الكلمة تستخدم في مواقف مختلفة في عالمنا اليوم. لابد من قول ذلك.

جزيل: من هم غير المؤمنين بالنسبة إليك؟

الآغا خان: إذا عدت كثيراً إلى الوراء بعيداً في الماضي. أعتقد أنه لابد من القول أنهم أهل الكتاب هم الوحدانيون. هذا هو التحديد(التعريف)  الأساسي.

جزيل: نعم

الآغا خان:  ها أنت. حسناً أعتقد اليوم في الإسلام أنه لابد من الإعتراف أنه في الحياة الإجتماعية نحن مضطرون وعلينا القبول بذلك، مفهوم المسؤولية الإجتماعية الموسعة، وهذا ما أفسره وأنا أعتبره صحيحاً.كما أقول أكثر من ذلك. أعتقد أنه في التاريخ الإسلامي عندما حصلت مواقف من هذا النوع مراراً، كانت الحقبةالإسلامية المعنية الأجمل. هذا غريب جداً. إنها إحدى ظواهر التاريخ، لكنها حقيقة.

جزيل: نعم، كانت أجمل بالنسبة للمسلمين، صح؟

الآغا خان: نعم هذا ما أعنيه. حسناً، لأن نزعة الإسلام الإنسانية كانت السبب في بناء مجتمع حيث الجميع سعداء بالعيش في هذا المجتمع. أليس هذا ما يجب أن نتمناه جميعاً؟

جزيل: نعم. لكن عندما تقول غير المؤمنين وتتحدث عن أهل الكتاب أو الوحدانيين، حسناً، لقد أعلن الجهاد في أفغانستان ضد الحكم السوفياتي، أي ضد الشيوعية، أي ضد أشخاص هم مبدئياً ما ندعوهم غير المؤمنين. هل تعتبر أن هذا الجهاد جيد للقضية الاسلامية؟

الآغا خان: الجهاد في أفغانستان؟ اسمعي، من المؤكد أنني لم أكن أستطيع أن أؤيد عملية غزو سواء في أفغانستان أو في أي مكان آخر. أتفهمين مقصدي؟. مفهوم الغزو هو مفهوم غير مقبول بالنسبة لي. مع مرور الزمن إذا سألت الروس الحاليين سيقولون لك ما كان يجب أن نفعل ذلك أبداً. لكن عندما تكلميني عن الجهاد بين المسلمين لدي صعوبة في تقبل ذلك. صعوبة كبيرة.

جزيل: ولآن في حال حصل غزو أمريكي لأفغانستان. كيف سيكون موقفك من كل هذا؟

الآغا خان: لكنهم هناك؟

جزيل: بالضبط.

الآغا خان: إنهم هناك.

جزيل:نعم مارأيك؟

الآغا خان: أعتقد للأسف أن العالم المتمدن لم ينجح بتغيير المعايير الإجتماعية، الأخلاقية البشرية التي أردنا فرضها على أفغانستان من خلال حركة طالبان. وهنا سأكون واضحاً. إن كل الذين حاولوا تغيير ذلك سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين قد فشلوا جميعاً في ذلك. ولا يمكن القول أنه فشل من جانب واحد. إنه العالم المتحضر كما أراه الذي لم ينجح في تغيير هذا الوضع. اليوم يجب أن نطرح السؤال التالي: ما الذي نتمناه لأجل أفغانستان؟. ينبغي أن ندرس حالة النزاع هذه لمعرفة إلى أين ستؤدي، وهنا تطوّعت وأتطوع كل يوم لمحاولة المساهمة في تطوّر أفغانستان مسالم، تعددي، حديث، مستقر، وحيث الديموغرافيا السكانية الأصلية، الديموغرفيا التي كانت سائدة قبل النزاع، تستطيع أن تعود وتتجذر وتستقر. ثمة حوالي 4 ملايين لاجئ لابد من إعادتهم إلى وطنهم. إذاً المشكلة التي أطرحها على نفسي هي التالية، الوضع العسكري موجود لكن الأهم هو كيف نعيد بناء أفغانستان؟ إن كان لابد من المرور بهذه المأساة ووجد الشعب الأفغاني نفسه في الوضع الذي هو عليه اليوم، ما الذي يمكن أن نتمناه؟ ماذا يمكن أ، نتمنى لهذا الشعب؟ وهنا أعتقد أن الأمة تستطيع التوصل إلى اتفاق ويجب أن تساهم في هذا التطوّر.

جزيل: إذاً أنت متفائل؟

الآغا خان: لا

جزيل: (بنهدة تعجب) لأنك تقول أنّ هذا ممكن، أعتقد أن المشكلة هي عدم التمكن من إنشاء حكومة تحل مكان طالبان. هذه كما أعتقد مشكلة الولايات المتحدة الأمريكية ومشكلة باكستان وإيران والجميع.

الآغا خان: أعتد أنه ينبغي أن ننظر أبعد من ذلك. أنا لست متفائلاً، لأنني لا أحب الحرب، لكننا في حرب، أنا متفائل في تطوّر معين يمكن أن يتحقق  في أفغانستان لأنني مقتنع أنه يمكن ايجاد تسوية في الرؤى، رؤى الأكثرية الأفغان والدول المجاورة وأنا مقتنع بذلك بشدة، كما أعتقد أنه لابد أن تكون رؤيا التسوية مدعومة بشكل حازم وقوي ومتواصلة بشكل قوي من أجل إعادة إعمار أفغانستان. معنوياً، من غير المحتمل أن تستمر (يستمر) الأفغان طوال عقود أخرى بالعيش على هذا الشكل، هذا ليس ممكناًُ.

جزيل: العيش على أي شكل؟ تحت سلطة طالبان أو تحت القصف الأمريكي؟

الآغا خان: كلا أن يعيشوا في حرب مدنية، حرب مدنية. منذ الغزو الروسي حتى حالة الحرب الداخلية حتى موقف طالبان لأن الأفغان يعيشون منذ سنوات عدة في حالة نزاع شديد.

جزيل: لقد زرت التحالف الشمالي منذ عامين

الآغا خان: نعم

جزيل: هل كان هذا موفقاً سياسياً؟

الآغا خان: كلا، كان موقفاً مركزياً أو جغرافياً، وسأقول لك لماذا؟

جزيل: نعم

الآغا خان: لأن منطقة طاجكستان الشمالية هي مؤلفة بشكل كبير من الإسماعيليين، والمنطقة الواقعة من الجنوب مؤلفة بشكل كبير أيضاً من الإسماعيليين، إذا أخذنا منطقة بدخشان وهي المنطقة الشرقية لطاجكستان وأخذت البادخشان الأفغانية، إنها أثنية مشتركة وتتحدث اللغة نفسها، وهي ذات غالبية ساحقة من الإسماعيليين، وكان لابد من من ايجاد السبيل لتهدئة هذه المنطقة التي كانت الأكثر تعرّضاً للخطر ليس فقط بسبب الحرب المدنية فحسب، بل لأنهم يعيشون في بيئة صعبة جداً، ستة أشهر من الشتاء، عدم وجود اقتصاد مهم، وزراعة ملغية تماماً. في العام 1992 كنا نواجه خطر المجاعة في طاجكستان. كان لابد من نقل الطعام من خلال كرغستان، ومن هناك عبر الطريق إلى طجكستان الشرقية، لأن (لأنه) كان من غير الممكن إجراء الاتصالات من داخل البلاد هذا ما كان الوضع عليه قبل مجيئ طالبان. طالبان هي وليدة ظاهرة حديثة. كانت لدي إذاً سياسة إقليمية ترتكز على دراسة المشاكل في الشمال الغربي لباكستان حيث يوجد تجمع كبير للإسماعيليين شرق طجكستان والشمال الشرقي لباكستان. إنها منطقة كاملة وهي منطقة تشرف عليها الجبال وتتميز إذاً بنفس مشاكل الزراعة ومشاكل الحياة نفسها ومشكلة عدم وجود الكافي من القدرات البشرية نفسها، ومشكلة العزلة نفسها، إن أردت إذاً الحدود ليست بذي (بذات) أهمية كبيرة إنه كيان واحد حسناً، اتفق أنه منذ وصول طالبان وبدأوا يعاملون الشيعة وكأنهم مهرطقين فإن الشيعة انتفضوا، وقد غادروا البلاد إذاً

جزيل: ما هو وضع الإسماعيليين في كابول أو في المناطق الخاضعة لنظام طالبان؟

الآغا خان: مثل كل الشيعة، لقد انسحبنا وتراجعنا، ويتفق أنّ ثمة مقاطعتين من طاجكستان لم تتمكن طالبان أبداً من السيطرة عليهما وهما مقاطعتا بانشير وبدخشان، لكن لدي مجموعة كبيرة من السكان اللاجئين في باكستان، لدي لاجئين في إيران وطاجكستان، وإذا أردت فإن الإسماعيليين في أفغانستان هم جزء من مجتمعات اللاجئين لكنهم لم يرحلوا جميعاً، لايجب أن يخطئ المرء في هذا الشأن.

جزيل: نعم هل أنت توافق العالم الغربي الرأي والولايات الممتحدة بشكل خاص إنه لابد من الانتهاء والقضاء على طالبان؟

الآغا خان: من الصعب أن نرى أو نجد حلاً آخر ولاأعتقد بصراحة أنّ ثمة حل آخر، وسأقول لك لماذا؟ لقد عكفت على هذا السؤال منذ بعض الوقت. الجميع عكف وانكب عليها ليس أنا فحسب، جامعة الدول العربية، وغيرها من المنظمات لن أسميها، كلها انكب على هذه المسألة وأعتقد أن المسألة الأساسية هي بالتحديد مسألة مستقبل أفغانستان. يجب أن نطرح السؤال للعالم الاسلامي ونقول له ما هو تصوًرك لمستقبل أفغانستان الذي تتمناه؟ وأعتقد أننا لو طرحنا هذا السؤال على العالم الإسلامي لقال نريد بلداً مختلفاً عن الذي أرادت طالبان فرضه.

جزيل: نعم. لكن السؤال لم يطرح بعد على العالم الاسلامي؟

الآغا خان: كيف يمكن القيام بذلك؟

جزيل: نعم

الآغا خان: سأقول لك. إن الأمور تسارعت حتى منذ حوالي ستة أشهر. أنا قمت بطرح السؤال. طرحت السؤال على العديد من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات في العالم الاسلامي في آسيا الوسطى وأوربة الغربية. أتعرفين ما كان جوابهم؟

جزيل: لا

الآغا خان: لم يكن لديهم أي جواب. لم يكن لديهم أي جواب. لم أسمع من أي كان

جزيل: حتى إيران؟

الآغا خان: إيران نفسها تجد صعوبة في الإفصاح عن فلسفتها تعليقاً على وضع أفغاني يتغيّر. الوقت اليوم أصبح أشد سهولة.

جزيل: هل تعتقد أن للولايات المتحدة هدف آخر غير نظام طالبان وأسامة بن لادن؟

الآغا خان: أتمنى أن لا. وأعتقد أن ثمة إجماع حول هذه النقطة المتعلقة بمستقبل أفغانستان. وأعتقد أن هذا الإجماع قد بني بواسطة روسيا وغيرها من الدول اللمجاورة لأفغانستان وأعتقد اليوم أنّ النقاش الدائر هو حول ما هي الحكومة التي ستحل مكان طالبان؟ طبعاً. ثانياً: ما هو برنامج إعادة الإعمار؟. وما يهمني هو هذا البرنامج لإعادة الاعمار لأنني قلت ذلك في مقابلة مع صحيفة Le Monde الساعات مهمة، ثمة أشخاص يموتون من الجوع، لايحق لنا إذاً أن نترك للوقت أن ترتسم عند الأفق صور مبهمة نوعاً ما لمستقبل أفغانستان، لايحق لنا القيام بذلك.

جزيل: أما زالت لديك علاقة وثيقة مع البيت الأبيض؟ لأنني أعرف أن عائلة الآغا خان، منذ عائلة كينيدي كانت دائماً تحظى باستقبال جيد في البيت الأبيض. أما زال الوضع قائماً مع الرئيس بوش مثلاً؟

الآغا خان: إنها مستمرّة بمعنى أنني تلقيت دراستي الجامعية في الولايات المتحدة في هارفرد. نعم. وباتالي فقد درست مع أشخاص مهمّين في الولايات المتحدة، لكنه ليس بلداً مميزاً في حياتي. بل أقول أن أوربة في مستقبل المجتمع الإسماعيلي مهمة على نفس القدر الولايات المتحدة أو بالأحرى أمريكا الشمالية، لأسباب مختلفة. سأعطيك مثلاً كندا، بالنسبة إلينا كندا عرفت كيف تبني دولة فائقة الأهمية، لماذا؟ لأن كندا عرفت كيف تبني في إقتصاد حديث مجتمعاً تعددياً.

جزيل: ألم تفعل الولايات المتحدة ذلك؟

الآغا خان: أقل بكثير. أقل بكثير.

جزيل: ألم تتصل بالرئيس بوش منذ 11 أيلول؟

الآغا خان: بلى، ثمة اتصالات. لن أقول مع من أوكيف، لكن لدي اتصالات مع كل الدول المعنية بأفغانستان، بما أنها تعرف أنّ ثمة مجتمعاً اسماعيلياً مهماً في أفغانستان، وتعرف أن لدينا شبكة منظمات إنسانية في أفغانستان، وتعرف أن لدينا شبكة تنمية في باكستان وطجكستان، ونحن إذاً قادرون، آمل ذلك، على المساهمة بشكل مهم في إعادة بناء أفغانستان. إذا بالضرورة  نحن من بين الذين سيضطرون للمساهمة. ونحن نتمنى ذلك.

جزيل: إن كان سيحصل مؤتمر أو جلسة حول مستقبل أفغانستان، ستكون مشاركاً بالطبع؟

الآغا خان: سأبدأ بطريقة مختلفة، ما أريده هو أولاً أن أسمع ما يقوله الأفغان أنفسهم المقاطعة تلوالمقاطعة. لا أستطيع أن أضع برنامجاً لأي كان دون الاستماع إلى رأيه أولاً. وتتخيلين أنه في المقاطعات سيتم القضاء على بعض المحاصيل المحددة، لابد من قول ذلك: المخدرات، وغيرها من المقاطعات الواقعة في أعلى الجبال أو المقاطعات التي تشرف عليها مدينة ما. برنامج إعادة الإعمار سيكون مختلفاً من منطقة لأخرى. لابد من التنوير الفكري للإستماع إلى كل ما يعبر عنه هؤلاء الناس في كل مقاطعة. من هذا المنطلق كما أظن أننا سنضع برنامجاً محدداً. كما لابد أن ننقسم فيما بيننا، كل الذين يريدون العمل معاً كي نقول أنا سأهتم بهذه المسألة أو تلك، سأتخذ شريكاً أو شركاء للقيام بهذه المسألة أو تلك ولابد من إعادة إعمار البلاد.

جزيل: هل أنت على اتصال مع الأمم المتحدة؟ أي مع الأخضر الإبراهيمي، وهو المفوض الخاص للمنطقة؟ هل أنت على اتصال مع التحالف الشمالي؟ مع الملك السابق؟

الآغا خان: سأجيبك بصراحة، أنا على اتصال مع كل الذين ينبغي أن يكونوا مهتمين بمسألة أفغانستان جميعهم، وهذا يحصل منذ زمن بعيد.

جزيل: هل يستقبلك العالم كالزعيم الأعلى للإسماعيليين أو كأمير؟

الآغا خان: ( يضحك الإمام) لا أستطيع أن أضع ذلك في رأس الأشخاص الذين يستقبلوني. لاأعرف كيف أجيب على هذا السؤال.

جزيل: لاتعرف؟

الآغا خان: لا. أعتقد أن كل بلد يتفاعل بشكل مختلف، هذه هي الحياة.

جزيل: صاحب السمو في نهاية هذا الحديث، إذا أردنا أن نلخص كل مهمتك على الأرض، كيف نستطيع أن نلخصها بكلمتين؟ أولاً هل تبشر بديانتك حيثما تكون؟ أم أنه ليس لديك هدف معين فيما يتعلق بهذه المهمة الدينية؟

الآغا خان: طبعاً

جزيل: لكن طبعاً تبشر بتعاليم دينك؟

الآغا خان: طبعاً ومع آخرين ليس في إطار المجتمع الإسماعيلي فقط، لدينا حوارات مستمرة مع الديانات المختلفة والشخصيات السياسية والعلمية المختلفة طبعاً، لأن المشكلة الأساسية هي مشكلة الأخلاقية في المجتمع الحديث، وهذه المشكلة ليست مشكلة إسلامية محضة، إنها مشكلة عالمية. وأنا هنا آمل أن أتمكن من المساهمة في التفكير حول هذه المسألة.

جزيل: وما هو المشروع الرئيسي في حياتك؟

الآغا خان: ( يضحك الإمام) لدي الكثير من المشاريع طبعاً. أولاً أتمنى أن تعيش المجتمع الإسماعيلي بسلام وفي ظروف حياة ذات نوعية مقبولة. أتمنى أن تتجدد المؤسسات. أنا أكن احتراماً كبيراً للوقت وأعتقد أنه لابد أ، نستبق الأمور إن استطعنا والعمل قبل الوقت، وإلا فإن الوقت سيداهمنا. أتمنى أن تكون هناك قاعدة أخلاقية حقيقية ناجمة عن خبرة حقيقية ليست وليدة المناقشة فحسب بل وليدة التجربة الواقعية في المجتمع الحديث، لأنه دون ذلك، سواء في المجتمع الاسلامي أو المسيحي مهما يكن، لن يكون لهذا المجتمع من وجهة أو هدف، وهذا يقلقني. هذه هي بعض المسائل أو الأسئلة التي أطرحها على نفسي.

جزيل: شكراً صاحب السمو، أشكرك كثيراً.

الآغا خان: لاداعي للشكر. لا أعرف إن كنت قد نجحت بالإجابة على أسئلتك.

 

نهاية المقابلة